۴۰۴۹
۰
۱۳۸۶/۰۸/۰۶

دستکاري عمدي در کتاب الذريعه (مروري بر موارد)

پدیدآور: سيد محمد رضا جلالي

خلاصه

کتاب الذريعه بزرگترين فرهنگ مولفات شيعي و حاصل يک عمر تلاش علامه آقا بزرگ طهراني است. سه جلد کتاب در نجف چاپ شد و بقيه آن در ايران. در چاپ ايران از طرف آقاي علي نقي منزوي اضافاتي در اين کتاب درج شد که برخي از آنها در قالب تحريف عمدي مطالب مکتوب آقا بزرگ بود.

 

 

مقاله ذيل شرحي است كه حضرت استاد سيد محمد رضا جلالي در باره تحريفات واقع شده در متن چاپي الذريعه نوشته اند. اصل مقاله در سايت كاتبان و در بخش اختصاصي ايشان «تراثيات» آمده است. <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" />

به ياد دارم كه اين مطلب را كه آقاي علي نقي منزوي مطالبي را درذريعه  و طبقات اعلام الشيعه افزوده مرتب از مرحوم علامه سيد عبدالعزيز طباطبائي مي شنيدم. همچنين استادم علامه سيد محمد علي روضاتي هم مرتب بر اين نكته پاي مي فشرد. اخيرا هم در رساله سعيديه خود كه در دومين دو گفتار چاپ شده از آن با عنوان طبقات اشتراكي ياد مي كند كه مقصود آن است كه متني است كه مشتركا آقا بزرگ و علي نقي منزوي نوشته اند.  در سال 1371 كه كتاب دين و سياست در دوره صفوي من چاپ شد نسخه اي خدمت آقاي منزوي دادم. در آن كتاب، ضمن يك پاورقي اين مطلب را آورده بودم. ايشان در حاشيه آنجا نوشته بود كه پدر نسخه دست نويس را به ما مي داد و ما هم با اضافات چاپ مي كرديم ايشان هم اعتراضي نمي كرد. در هر حال اين مي تواند نوعي اغماض معمولي باشد اما همچنان ايراد اصلي به خصوص مواردي كه نه فقط مطالبي افزوده شده بلكه تحريفاتي صورت گرفته باقي خواهد ماند.

در مقاله حاضر آقاي جلالي اين بحث را با دقت دنبال كرده و ضمن تطبيق منابع با آنچه در نسخه چاپي آمده و همين طور متن دست نوشته آقا بزرگ نشان داده اند كه اين تحريفات تا اندازه اي به اين متن بسيار با ارزش و مهم خسارت وارد كرده است. اين نخستين باري است كه به صورت مستقل اين موضوع مورد پژوهش قرارگرفته است.

متن مقاله به عربي است و لاجرم براي دوستاني است كه مي توانند از عربي استفاده كنند.

نتيجه اين مقاله طبعا اين خواهد بود كه امكان ارجاع كلي به ذريعه به خصوص مواردي كه آشكار است كه در آن دستي برده شده به عنوان اين كه از آقا بزرگ است مشكل خواهد بود.

 

 

 

الحمدلله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله الأمين وعلى الأئمّة حجج الله المعصومين من آله الطاهرين وعلىأصحابهم أولياء الله المجاهدين وعلى أوليائهم عباد الله المخلصين.

وبعد: فإنّ كتاب« الذريعة إلى تصانيف الشيعة» تأليف العلاّمة الحجّة شيخنا الإمام محمّد مُحسن الشهير بالشيخ آقا بُزُرگ الطهراني (12931389هـ)هي الموسوعة الكبرى المعتمَدة لدى الباحثين والدارسين والعلماء والمحقّقين في العالم، لمعرفة ما يمتّ إلىالشيعة والتشيّع من الآثار المكتوبة، بالإضافة إلى جامعيّتها وسعة الرُقعة الزمنية التي غطّتها منذ طلوع شمس الإسلام وحتىعام (1377هـ) – تمتازُ بأنّها رُصّفَتْ بيد أكبر خبيرٍ أمينٍ ، وثقةٍ عدلٍ ، و عالمٍ نحريرٍ من أعلام الطائفة نفسها.

وليس قصدنا هُنا التعريف بالكتاب والمؤلّف، فهما من الشُهرة والمعروفية بما لا يحتاج معهما إلى المزيد، ولا تُضفي كلماتُ التمجيد على حقيقتهما وعظمتهما بشيءٍ جديدٍ ويكفي عن ذلك كلّه اعترافُ الخبراء من أهل الشرق والغرب لهما بما ليس عليه مزيد.

والمهمّ الذي قصدنا هُنا ذكره هو أنّ الشيخ  مع ما كان عليه من العلم والمعرفة والخبرة في شؤون الطائفة وعلومها ودراساتها، وبما له من قَدَمٍ قديمةٍ راسخةٍ في هذا الفنّ ، ممّا تدلّ عليه ترجمته واتصالاته برجالات الطائفة منذُ أ‌ن انخرط في سلك طلاب العلم في مولده مدينة (طهران) عاصمة البلاد الإيرانية، كان مهتمّا بهذا الفنّ, حيث نجدُ في بواكيرأعماله وآثاره مستنسَخاتٍ لبعض مؤلّفات القدماء و ذلك قبل هجرته إلى العراق في سنة (1313هـ).

وقد حطّ رحلَهُ في مدينة العلم، النجف الأشرف، واتصل مباشرةً بالعلم الفذّ المؤلّف الموسوعيّ الشيخ حسين النوريّ، الذي كان من أعمدة التُراث الشيعيّ في عصره ، كما يستشفُّ ذلك من خاتمة كتابه العظيم «مستدرك الوسائل» وقد كان لهذا الاتّصال أثرُهُ العميقُ في ثقافة الشيخ الطهراني، حيث فتحَ أمامَه الآفاقَ الواسعةَ، اهتماماً وضروراتٍ وتحسُّساً وتصميماً وعزماً على متابعة الأمر، وملىء الفراغاتِ المحسوسةَ والثغراتِ الملموسةَ ورآبِ الصدعِ وسدِّ الثغور حسبَ الإمكاناتِ المتوفّرةِ لديه، طالتْ مدّةَ اتصاله بشيخه النوريّ حتى وفاته في (1320هـ).  

وقد اقترن ذلك بدخول الشيخ الطهراني في حلقات الدراسات العُليا عند مجتهدي العصرمن أمثال الفقيه السيّد محمّد كاظم الطباطبائيّ اليزديّ والأصوليّ الشيخ محمّد كاظم الخراسانيّ الآخوند، وشيخ الشريعة الأصفهاني ، فبلغ رتبةًً ساميةً من العلم أهّلتْهُ للقيام بالأعمال الكبرى، وبعدَ وفاة أستاذه الخراساني في (1329هـ ) شدّ الرحال وهاجر إلى سامراء، وهناك - وفي نفس السنة - بدأ بتأليف كتاب «الذريعة» مع  دخوله  في  حوزة  درس  المحقّق  الفقيه النحريرالإمام المجاهد الشيخ الميرزا محمّد تقي الشيرازي (ت 1337هـ) وبقي الشيخ الطهراني هناك مدرساَ(1) و محققاً و باحثاً , واستمرّ في متابعة تأليف الذريعة حتى استنفد جهده في التتبّع والتنقير في مراكز العلم ومخازن الكتب الخاصّة والعامّة في مُدُن العراق، وفي أسفاره الكثيرة إلى بلاد الشام ومصر والحجاز في الحرمين الشريفين ، و إلى بلاد إيران حيث كنوز المخطوطات المكتظّة بالكتب، واعتمد على المراسلات والمعلومات الشخصيّة من زملائه و تلامذته، مع المسح الكامل والواسع لما تيسّرآنذاك من فهارس المكتبات والمخطوطات، والكتب الخاصّة بهذا الشأن. وعند رجوعه إلى النجف قبل عام (1355) بدأ العمل في طبع الكتاب في مطبعة خاصّة، فطبع الجزئين الأوّل والثاني سنة (1355هـ) هناك، وكان لظهورالكتاب دلالته الواضحة على مدى ما بذله من جهدِ وما قام به من تتبّعٍ واسع ومثابرةٍ مع التحقيق والضبط والتاكّد عن المعلومات وتوثيقها. وكذلك الحال مع ظهورالجزء (الثالث والرابع عشر) من الكتاب الذي أشرف على طبعهما المؤلفُ نفسُهُ ثمّ أوعز إلى العلامة الحجّة المحقّق السيّد محمّد صادق بحرالعلوم القيام بإتمامهما فطبعا في النجف على التوالي سنة (1378و1381هـ).

فهذه الأجزاء التي طبعت على يد المؤلّف؛ و بإشرافه المباشر، هي نماذجُ من عمله العظيم بما فيه من الدلالات المذكورة.

لكن ـ ومع كلّ الأسف ـ اضطرّ المؤلّف إلى إيكال أمر طباعة الكتاب إلى أولاده الذين كانوا في طهران، ليُطبع هُناك بعيدا عن إشراف المؤلّف نفسه، فطُبع باقي الأجزاء هناك، وبعمل (علينقي منزوي، و أحمد منزوي).

ولو كانا يلتزمان بطبع ما جاء في نسخة الشيخ المؤلّف وما كتبه بخطه فقط، ولم يتصرّفا فيه بالزيادة والنقصان، لكانت خدمةًَ رائعةًً للعلم والعلماء وللكِتاب.

ولكنّهما ـ مع كلّ الأسف ـ تجاوزا قواعدَ الأمانةِ المقرّرة والمعروفة عندَ من يقوم بمثل عملهما بالالتزام بالمراجعة والتصحيح المطبعيّ للكتب، فلم يُحافظا على نصّ الشيخ، وتدخّلا في عباراته بالزيادة والنقصان وأدرجا ما عَنّ لهُما من أنظارٍ وآراء في متنِ الكتابِ من دُون تمييز وتعيين، ولم يجعلا مثلَ ذلك في الهوامش كما هو المتعارف ُ لمراجعي الكتب، وكذلك تصرّفا في إملاء الكتاب، ونثره،ِ وغيّرا ما التزم به المؤلّف من ألقابٍ وأوصافٍ وتعاريفَ للمؤلّفين والأعلام ، مما لم يِرُقْ لهما، ولم يلتزما بالأعراف والقوانين المتداولة في تحقيق أعمال الآخرين.

والشيخ المؤلّف الطهراني لم يتمكّنْ من صدّهما عن ذلك: أوّلاً : لضعفهِ عن المُتابعة جِسمياً ، بعدَ أنْ تجاوزَ الثمانين من العمر، مع بعده عن بلاد إيران حيث يطبع الكتاب.

وثانياً : إنّه كان يتغاضى عن ذلك، هادفاً إلى إتمام طباعة الكتاب، رغبةً في صدوره في عصره، خوفاًً من أداء التأخير إلى عدم طبع الكتاب.

وثالثاً : إنّه كان يقفُ على أمر ٍ واقعٍ لا حيلة لهُ في تغييره، مع تأكيده المستمر ّعلى فصل ما يكتبه المصحّحون والطابعون عن المتون، وجعلها في الهوامش.

كما كان الشيخ يعترضُ على ما يراه من التجاوزات‌، لكن الطابعين كانوا يَعِدُونه بالإصلاح والاستدراك، ولا يَفُونَ !

وقد قامَ هو بإصلاح ما يراه في نسخته الخاصّة، وأعدّ مستدركاً على جميع الكتاب يتلافى فيه بعضَ تلك الأمور.

كما كان يحثّ تلامذتَهُ ومن يعرفُ من الفُضلاء على القيام بما يجبُ من الإصلاح والاستدراك، وكتبَ بذلك تصريحاً هذا نصّه: 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

قد شرعتُ في تأليف هذا الفهرس يومَ دَحْو الإرض، الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة 1329 لكنّه لم يكن مرتّبا إلا بالنسبة إلى الحرف الأوّل، فشرعتُ في ترتيبه كذلك في هذه النسخة في أوائل سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة وألف، وقد كمل ترتيبُه كذلك في ستّة مجلّدات هذا المجلد أوّل الستّة، وأبقيتُ البياضات للإلحاقات، راجياً ممّن يلحقني أن يُلحق ما فاتَ منّي كاملا في محلّه ويتمّم هذا الكتاب بقدر وُسعه واطّلاعه، ويجعل له خطبةً وديباجةً يذكرُ فيها اسمه الشريف إنْ شاء الله تعالى، فإنّ روحي بذلك راضيةٌ، وأنا على هذا العمل متشكّر، نسأل الله حسنَ النيّةِ والعاقبةِ، والمغفرةَ لي ولوالديّ ولمن شاركني في هذه الخدمة.

وأنا المؤلّف الكاتب الجاني المسيء محمّد مُحسن الشريف المدعوّ بآقا بُزُرگ ابن الحاجّ عليّ بن محمّد رضا ابن الحاجّ محمّد مُحسن الطهراني(2).

إنّ مثل هذا النصّ يدعو الواقف عليه إلى القيام بتكميل عمل المؤلّف والاستدراك عليه ومتابعة العمل فيه تلبيةً لرغبته وإسهاماً في إقامة هذا الصرح العظيم، ولذلك قامَ كثيرٌ من تلامذة المؤلّف ومريديه من أهل فنّ الفهرسة والمعتنين بها، وكذلك المهتمّين بالتراث الشيعيّ، نذكر منهم :

1- الفقيد الراحل العلاّمة الحجّة المحقّق صديقُنا السيّد عبدُالعزيز الطباطبائيّ اليزديّ (1416هـ) فقد كانت له عنايةٌ فائقةٌ بآثار شيخه الطهرانيّ الذي لازمهُ طوال رُبع قرن أو أكثر، فأكملَ الذريعةَ واستدركَ عليها، ومُستدركاتُه مُحررّة، يقومُ بإعدادها نجلُهُ الفاضلُ السيّد عليّ الطباطبائيّ وفقه الله، كما أنّ له تعليقاتٍ ضافيةً مكتوبةً على هوامش النسخة المطبوعة من الذريعة، وهي لم تحرّر بعدُ.

وممّا يجدرُ ذكرُه أنّ سماحة المرحوم السيّد الطباطبائيّ رحمه الله قام باستنساخ أجزاء من الذريعة (من حرف النون إلى آخرها) بخطّ يده من نسخة المؤلّف، قبل أن تطبعَ، وذلك «حذراًّ من أن يتأخّر طبعهُ ولايمكنُ الوقوفُ على نسخة الأصل» كما صرّح رحمه الله بذلك، ونسخته هذه موجودةٌ في مكتبته العامّة العامرة في قُمّ المقدّسة.

كما أنّ لسيّدنا الطباطبائيّ تعليقاتٍ واستدراكاتٍ ضافية ًعلى كتاب ( طبقات أعلام الشيعة ) للشيخ الطهرانيّ، وهي مكتوبةٌ على هوامش النسخة المطبوعة من مجلّدات الطبقات، نرجو أن يوفق من يقوم بتحريرها وطبعها.

 2- وقام العلامة المجاهد المرحوم السيّد سعيد أخترالرضويّ الهنديّ (13451423هـ) بعملين قيّمين حول الذريعة:

أحدهما: تكملة الذريعة ، آورد فيه مستدركا على الذريعة بإيراد ما فاته، وتكميله بما تأخّرعن (1377هـ) من مؤلّفات  وخاصّة مؤلّفات علماء القارّة الهنديّة.

وقد قمتُ بإعداد هذا العمل، وطبع في نشرة (نسخه پژوهي) السنوية التي يصدرها الأخُ الفاضلُ المفهرس الشيخ أبوالفضل حافظيان بابلي، في العدد (الثاني) سنة 1426 في الصفحات (537 ـ 593) .

وثانيهما:( التعليقات على الذريعة) أورد فيه التصويبات لما ورد فيها من أخطاء وهفوات، وتكميل ما ورد فيه من نقصٍ في التراجم والعناوين.

 وقد أعددتُهُ أيضاً وطُبع في نشرة (نسخه پژوهي) العدد (الثالث) الصفحات (627682) الصادر سنة 1427هـ.

وبعث السيّد الرضوي هذين العملين إلى السيّد الطباطبائيّ  ليدرجهما في عمله على الذريعة، ويشترك معه في الأجر.

 

 

3- العلامة المفهرس القديرالاستاد السيّد أحمد الحسينيّ الاشكوريّ دام ظله وقد ركّز في عمله على تصحيح بعض الهفوات ونشر بعنوان (على هامش الذريعة) في العدد الأوّل من نشرة (نسخه پژوهي) الصفحات (597661) وقد استفاد فيه من عمل السيّد الرضوي الهندي ورمز له بالحرف (ض).

 4- شقيقي العلامة المحقّق البحاّثة السيّد محمّد حسين الحسينيّ الجلاليّ دام ظلّه حيث أعلن ضمن مؤلفاته عن (مستدرك على الذريعة).

 ولكثيرمن أصحاب الفنّ تعاليق على الذريعة مكتوبة في هوامش النسخ، وغيرمحرّرة، وقد رأيتُ من أوسعها ما علّقه العلامة الحجّة المدقّق النيقد السيّد محمّد عليّ الروضاتيّ الأصفهانيّ دام ظلّه، نرجو من الله أن يوفّقه لتحريره و إصداره.

هذا بعض ما وقفتُ عليه مما قام به أصحاب الشيخ الطهراني وأحبّاؤه من الأعمال الطيّبة حول الكتاب، امتثالا ً لرغبته تلك.

 لكن أولاده (أحمد منزوي، وعلينقي منزوي) استغلا إرادة الشيخ تلك ليعبثا بالكتاب، ويتصرّفا فيه بما يشينُ ولا يزينُ، وفي بعض ما قاما به ما شوّه سمعة المؤلّف البريء، ولعلّ القارىء اللبيب يتمكّنُ من الوقوف على ما نقول بنظرةٍ عابرةٍ في صفحات ما طبعاه من مجلّدات الكتاب.

ولو قاس أحد ما طبعاه معَ ما طبعَ بإشراف المؤلّف، وهوالمجلّدات (1و2و13و14) كما سبق، لوجد الفرق واضحاً والتمييز ممكنا وسهلاً .

وكنتُ خلال مراجعاتي الكثيرة أقف على بعض العبارات ممّا لا يمكن تصحيح  مضمونها بوجهٍ من الوجوه!  فتستوقفني، ونظرا لما أعرفه من دقّة الشيخ الطهرانيّ وورعه وتقواه وعلمه وفضله و وثاقته، فلا يكون ما في المطبوع متناسبا مع ما عليه الشيخ من صفات وسيرة، وقد عرضتُ بعض ذلك الهاجس على العلامة الفقيد الطباطبائيّ رحمه الله، فقال لي بصراحة: «إنّه من تصرّفات المنزوي ّ! فإنّه كان يتدخّل في كتب الشيخ».

وكذلك أخبرنا صديقنا العلامة الحسينيّ الاشكوريّ بأنّ المنزويّ قال له بكلّ صراحة: انّه يتصرّف في كتب والده بالزيادة والنقصانً.

وبذلك يتحمّل هذان الولدان (أحمد منزوي ، وعلينقي منزوي ) مسؤوليّة ما في كتاب (الذريعة) من أوهام و تصوّرات باطلة، مضافاً إلى الأغلاط الإملائية والإعرابيّة ، والتعبيرات الناقصة والهزيلة ، ممّا نربؤً بالمؤلّف وعلمه و فضله أن تصدر من قلمه الشريف.

والغريب أنّ السيّدين الطباطبائيّ والحسينيّ ، مع علمهما بتلك العمليّة السلبيّة السيّئة، لم يتصدّيا لتنقية الذريعة من كلّ ذلك السوء والفساد والأذى، ولم يُنقذاها من الاتّهام و الإدراج و الباطل ؟!! مع خطورة الأمر؟

وكذلك لم نجد من تنبّهَ إلى هذا الأمرا لخطيرأو نبّهََ عليه َ؟ ويزيد الأمر خُطُورةًً إذا لاحظنا تداوُلَ الكتاب منذُ صُدُوره وحتى اليوم، مع هذا الوضع المُرزي، مضافاً إلى تكرّر طباعته بالتصوير(الاوفست) لعدّة مرّات!

وكذلك  نزوله على ألواح البرامج الكمپيوترية من الطبعة نفسها، مع تلك المشاكل والمهازل.

ولنعرضْ هُنا مثالاً واحداً من تلك التصرّفات الشاينة، وهو من أخطرها، وقد وقفنا عليه خلال عملنا في كتابنا عن (سعد بن عبدالله الأشعريّ القمّيّ : حياته ، ونشاطه العلميّ) حيثُ تحدّثنا عن مؤلّفاته بتفصيل، ومنها كتابه (النوادر) الذي ذكره له الشيخ النجاشي وأسند إليه ، فقد عنون في كتاب ( الذريعة ) في حرف النون ، في الجزء (24) ص331 من المطبوع المكتوب عليه ‌(نقّحه ابن المؤ‌لّف الدكتور علينقي المنزوي ) من الطبعة الأولى في المطبعة الاسلامية ـ (طهران ) 1398 هـ . ما هذا نصه:

«(1739 : النوادر) لسعد بن عبدالله  ابن أبي خلف القميّ الاشعريّ ، قم36 و53 ب , سمع الحديث من العامّة، ولقي وجوههم، ذكره النجاشيّ وقال : له خمسة كتب موافق الشيعة، ونقل عن بعض الأصحاب أنّ لقاءَهُ معَ العسكريّ حكايةٌ موضوعةٌ ، وله ( الردّ علىالمحمدية و الجعفرية ) ومرّ له : ( الردّ على الغلاة ) ومات 299.

ويظهرأنّه كان ممّن سمّاهم المفيد بالمقصّرين ، وهم : المتظاهرون بالتشيّع، والمتستّرون بعدائهم للغُلاة ، والذين لفّقوا كتاب (الضُعفاء) لجرح علماء الشيعة، ونسبوهُ إلى ابن الغضائري . ذ 3:288190 و10: 58 – كما مرّ في قم 1671 و 1728. وقد ينسب إليه (فرق الشيعة) للنوبختي ، ومرّ تبويب ( النوادر ) ذ = 3 : 327. »                       انتهى ما في المطبوع.

إنّ من يقرأ هذا النصّ ، ولم يكن يعرف شخصيّة (سعد بن عبدالله القمّيّ الأشعري ّ) ولا مكانته في الطائفة، ولا كثرة رواياته وآثاره في التراث الفقهيّ والعقيديّ و الحديثيّ عند الشيعة الإمامية، إنّ من يقرأ هذا النصّ  تحصل  لديه القناعة التامّة بأنّ كاتب هذا النصّ سيّئء الظنّ بسعد الآشعري ّ، وأنّه يتّهمُهُ بِتُهَمٍٍ عديدةٍِ على أثر أنّه لا يعتقدُ بكونه شيعيّاً واقعاً، وأنّه يستدلّ بكلماته هذه على ذلك,وهي:

 1- أنّ سعداً سمع الحديث من العامّة و لقي وجوههم.

وهذا ـ وإنْ لم يكنْ لوحده دليلاً على شيءٍ سيّىء - إلا أنّ ضمّه إلى ما يليه من التهم يُشيرإلى فرض كونه من العامّة.

2- أنّ النجاشيّ قال : لهُ خمسةُ كتب تُوافق الشيعةَ.

وكأنّه يوحي إلى أنّه عامّيّ لكون هذه الخمسة فقط من كتبه تُوافق الشيعة.

3- أنّ النجاشي نقل عن بعض الأ‌صحاب: أ‌نّ لقاءه للعسكريّ حكايةٌ موضوعةٌ.

4- وأنّ له كتاب «الردّ علي المحمديّة والجعفريّة، و له الردّ علي الغُلاة .

5- (ويظهر )أنّه كان ممّن سمّاهم المفيدُ بالمقصّرين.

6- وأنّه من المتظاهرين بالتشيّع.

7- وأنّه من المتستّرين بعدائهم للغُلاة.

8- وأنّه من الذين لفّقوا وضع كتاب «الضُعفاء» لجرح علماء الشيعة. ونسبوه إلي ابن الغضائريّ، ( وأرجع إلي الذريعة (3/ 288190) أو (10/58) .

9- و ينسب إليه «فرق الشيعة» للنوبختي.

إنّ من يقرأ هذه الأمور، ويرى أنّ سعداً كان يلتزمها أومتهّماً بها ، لابدّ أن يُسيءَ الظنَّ بهِ، ويراهُ شخصيّة غيرَ شيعيّة، بل هو من أعداء الشيعة، و هو يُحاول التلبّس بالتشيّع لضرب الغُلاة وسائر فرقهم . مع نسبة الوضع إليه و نسبة التقصير بلوازمه إليه.

هذا مجمل ما يُوحيه النصّ الوارد في المطبوع من الذريعة.

بينما من يقرأ  ترجمة (سعد بن عبدالله ابن أبي خلف القمّيّ الأشعري ّ) عند علماء الطائفة و عند علماء الرجال منهم خاصة ، كللشيخ الطوسيّ , يجد أمراً مخالفا لذلك و تماماً بالعكس.

فهذا الشيخ الطوسيّ يقول في الفهرست: سعد بن عبدالله القمّيّ يكني أبا القاسم : جليلُ القدر واسعُ الأخبار، كثيرُ التصانيف ... و ذكر من كتبه ( أحد

نظر شما ۰ نظر

نظری یافت نشد.

پربازدید ها بیشتر ...

مکتب درفرایند تکامل: نقد و پاسخ آن

آنچه در ذیل خواهد آمد ابتدا نقد دوست عزیز جناب آقای مهندس طارمی بر کتاب مکتب در فرایند تکامل و سپس پ

رساله در ردّ بر تناسخ از ملا علی نوری (م 1246)

به کوشش رسول جعفریان

یکی از شاگردان ملاعلی نوری (م 1246ق) با نام میرزا رفیع نوری (م 1250ق) که به هند رفته است، پرسشی در

منابع مشابه بیشتر ...

چگونه دانش «کتاب شناخت» را به عنوان یک رشته جامع علمی تأسیس کنیم؟

رسول جعفریان

روز سه‌شنبه ساعت ۱۷ عصر اسفندماه سال ۱۴۰۲ با با حضور جمعی از پژوهشگران، فهرست‌نگاران و مدیران کتابخا

البدء و التاریخ مقدسی، اثری مبتکرانه در تاریخ نگاری اسلامی

رسول جعفریان

گزارشی است در باره کتاب البدء و التاریخ مقدسی که از جهاتی اثری مبتکرانه و منحصر به فرد در میان کتب ت