مکتب تاريخنگاري عراق معاصر (به زبان عربي)
لعلّه من غير الممکن فصل علمٍ ما او سلخه عن الواقع الّذي نشأ فيه وتأثّر به وعبّر في بعض الاحيانعنه، ومن ذلک علم التاريخ و دراسة تطوّره في العراق، فهو من دون شکّ نتاج للمخاضات الّتي مرّ بهاهذا البلد، عليَ المستويات الثلاث (الاجتماعي . الاقتصادي . والسياسي) وهذه بمجملها اسهمتفي بلورة الطابع الفکري او الذهني فيه، واخرجته بالخصوصية الّتي هو عليها الان، واذا اخذ العهدالعثمانيالاخير (869 ـ 1918)، کخطّ شروع لهذا، فانّ ابرز الملامح الفکرية الّتي اتّسم بها، انّ نسبةالمتعلّمين من القادرين عليَ الکتابة 10
من مجموع السکان، وفي هذا العهد بدات بعضالارهاصات المعنية في هذا المجال، کارسال البعض من الطلبة العراقيّين اليَ اسطنبول، وافتتاح عددمن المدارس، وتأسيس بعض الصحف، وانشاء مطبعة. لکن بقيت الميزة الابرز في النظام التعليمي هواقتفاء اثر الممارسات القديمة المعتمدة عليَ الکتاتيب او المساجد کنواة رئيسة في المجال التعليمي.
وکانت الانعطافة الابرز مع بداية تأسيس الدولة العراقية عام 1921، عندما اُرسل بعض الطلبةللدراسة في الجامعات الاُوربية، فأسهم هؤلاء في نقل المعارف والمنهجيات الحديثة في التعامل معالتاريخ ودراسته، وکوّن هؤلاء الرکيزة الاُوليَ لاقسام التاريخ في الجامعات العراقية، امثال «جوادعلي، وعبد العزيز الدوري، وصالح احمد العلي».
لکن ذلک لا ينفي وجود بعض الافراد الّذين عملوا في المجال التاريخي وهم خارج نطاق الاکاديمية،وکان الکثير من نتاجاتهم ذا اهمّية في حينه ومتّسم بطابع الجدّية، کالسيد هبةالدين الشهرستاني(صاحب مجلة العلم، و الشيخ جعفر باقر محبوبه «تاريخ النجف» و البراقي صاحب «تاريخ الکوفة»و کان لاصحاب الديانة النصرانية، الّذين تمرّسوا في معرفة اللغات الاجنبية بحکم انّهم سبقوا غيرهمفي الاتّصال بالعالم والکنائس الغربية، امثال: «يوسف رزق الله» صاحب کتاب "الحيرة" المدينةالعربية الاسلامية، والاب «انستاس الکرملي» صاحب مجلّة لغة العرب.
بيد انّ الملامح الاُوليَ لهذه المدرسة بدات في التکوّن مع بداية الاربعينات من القرن الماضي، عندماتأسّست اقسام التاريخ في الجامعات العراقية، اذ کان الاساتذة فيها اوّل من حاول موازات ومنافسةالمدرسة التاريخية المصرية الّتي کانت مسيطرة حتّيَ يومذاک عليَ الساحة العربية ببعض المشاريعالموسوعية في التاريخ الاسلامي، امثال: «احمد امين» وکتابه فجر وضحيَ وعصر الاسلام، و«حسنابراهيم حسن» تاريخ الاسلام و«احمد شلبي» موسوعة تاريخ الاسلامي.
وعند المقارنة ما بين هذا وما انتج في العراق تبرز جملة اُمور، ابرزها ترکيز المدرسة المصرية کانمنصبّاً عليَ التواريخ السياسيّة للاسلام، فيما اخذت المدرسة العراقية تبحث عن موضوعات تجدهااکثر اهمّية، کالجوانب الاقتصادية والفکرية الّتي تميّز بها «عبدالعزير الدوري». کما اهتمّتبالموضوعات الاجتماعية والبحث في تفصيلات المدينة الاسلامية وتکوّنها الطبوغرافي الّتي رکّزعليها الدکتور «صالح العلي»، امّا بحوث تاريخ العرب قبل الاسلام الّتي کانت تعاني حينذاک شحّاًملحوظاً في الدراسات العلمية الرصينة تصدّيَ لها الدکتور «جواد علي» في موسوعته تاريخ العربقبل الاسلام.
هذا من حيث الموضوعات، امّا المنهجيات والاساليب المتبعة فيها، فيلاحظ عليَ المدرسة المصريةانّها تبنّت بشکل کاد ان يکون تامّاً الطروحات الاستشراقية، وبرز ذلک بوضوح في کتابات الدکتور«احمد امين» الّتي شابها بعض الزيغ والوهن.
ولعلّه من المفيد هنا تتبّع مدرسة التاريخ العراقية من خلال تشخيص ابرز روّادها ومؤرّخيها، وان لاتأخذ بشکل الاجمال الّذي قد يؤدّي اليَ العسف؛ لانّه برغم من انتماء هؤلاء اليَ مدرسة واحدة، فانّلکلّ منهم اهتمامه وميوله وانتماءاته الخاصّة به، والّتيقد لا يشترک فيها مع الاخرين. ذلک ما عبّرتعنه مؤلّفاتهم المتباينة في تناول الموضوعات والکيفية الّتي عولجت فيها. وفيما يلي ابرز الروّاد منالمؤرّخين العراقيين.
اوّلاً: الدکتور جواد علي (1907 ـ 1987): اکمل دراسته في دار المعلّمين العالية، ثمّ التحق ببعثة الي َجامعة هامبورغ في المانية عام 1935م ليکمل هناک الدکتوراه، واختار يومذاک موضوعاً کانتالدراسات الاکاديمية بحاجة ماسّة اليه، وهو الامام المهدي «عج» والسفراء الاربعة، باشرافالمستشرق الالماني «شترتمان» المختصّ بالدراسات الشيعيّة، وهي دراسة لم تُترجم حتّيَ وقتٍقريب (2005م) اليَ العربيّة.
وبعد عودته اليَ العراق ترکّزت اغلب بحوثه في مجال تاريخ العرب قبل الاسلام، اذ انجز موسوعةتاريخ العرب قبل الاسلام بثمانية اجزاء، ثمّ اعاد کتابتها بعد تعديل العديد من الاراء واضافة مصادرجديدة ليخرجها بعشرة اجزاء، وهي ما تزال افضل دراسة في اللغة العربية قُدّمت في هذا الباب؛لاستعمال الباحث مجموعة لغات يجيدها، کالالمانية والانکليزية والفرنسية (ولغة المسند).
وقدّم ايضاً بحوثاً في تاريخ الاسلام، کان ابرزها دراسته لموارد تاريخ الطبري والمسعودي، اذ استوعب فيها موارد التاريخ الاسلامي خلال القرون الثلاثة الاوليَ، ويلاحظ انّ جواد علي حاول ان يقدّم مشروعاً موازياً لمشروعه في تاريخ العرب قبل الاسلام، اذ تابع تاريخ العرب في العهدالاسلامي بنفس عدد الاجزاء، وقد طبع الجزء الاوّل منها، وما زالت بقية الاجزاء حبيسة الورثة.
ثانياً: الدکتور عبدالعزيز الدوري: حاز عليَ شهادة الدکتوراه عام 1945م من بريطانيا برسالة عنوانهاتاريخ العراق الاقتصادي خلال القرن الرابع الهجري، وهذه الدراسة وکما يبين عنوانها قد حدّدتالمنحيَ الّذي سار عليه فيما بعد في بحوثه ودراساته بالاهتمام بالجوانب الاقتصادية.
ومن ابرز کتبه ـ في مجال دراسة علم التاريخ ـ کتابه نشأة علم التاريخ عند العرب وکان في حينها منابرز ما کتب في مجاله، وقد تُرجم اليَ لغات عديدة.
ويعدّ الدوري صاحب نظرية خاصّة في تفسير التاريخ، وهي النظرية القومية القائمة عليَ اعطاء ادوارمميّزة للعرب (الاُمّة) عليَ بقية الشعوب الاسلامية، واخضع مجمل الحوادث لهذه النظرية فيمصنّفاته الاتية: الجذور التاريخية للشعوبية، والتکوين التاريخي للاُمّة، و مقدّمة في تاريخ صدرالاسلام، والعصر العبّاسيالاوّل، ودراسات في العصور العبّاسيّة المتأخّرة.
ثالثاً: الدکتور صالح احمد العلي (1918 ـ 2003م): ولد في الموصل، وحصل عليَ الليسانس منجامعة القاهرة عام 1945م، والدکتوراه من جامعة اکسفورد عام 1949م باشراف المستشرقالانکليزي هاملتون گب، برسالة عنوآنها: الحياة الاقتصادية والاجتماعية فيمدينة البصرة خلالالقرون الثلاثة الاوليَ.
ترکّزت الدراسات الّتياهتمّ بها العلي في المجال الخططي وتاريخ المدينة الاسلامية، الّتي وجد فيةانّها وحدة مهمّة ورئيسة لبيان وتتبّع تطوّرات التاريخ الاسلامي، وغطّيَ في بحوثه معظم المدنالاسلامية، ومن مصنّفاته في هذا الباب خطط البصرة ومنطقتها، وخطط بغداد في القرن الخامسالهجري، ومعالم العراق العمرانية، والکوفة في صدر الاسلام، وسامراء واهلها ابان اقامة الخلفاء،والحجاز في صدر الاسلام، واطراف بغداد ترجمة للکاتب روبرت ماک، وبغداد مدينة السلام .الجانب الغربي.
واندرجت بعض مصنّفاته في باب البحث عن شؤون الدولة الاسلامية وادارتها، کما في کتبه الدولةفي عهد الرسول، والخراج في العراق خلال القرون الثلاثة الاوليَ، ودراسات في الادارة... وغيرهامن المصنّفات والبحوث المنشورة في المجلاّت العلمية. وترجم اليَ العربية ايضاً کتاباً هامّاً في علمالتاريخ للمستشرق «فرانز روزنثال»، وهو علم التاريخ عند المسلمين.
رابعاً: الدکتور عبدالله فياض: ولد الدکتور الفياض في مدينة الناصرية عام 1917م، واکمل دراستهالثانوية في مدينة النجف الاشرف، ثمّ تخرّج من دار المعلّمين العالية في بغداد، والتحق ببعثة اليَالولايات المتّحدة ثمّ اليَ کندة، بعدها قدّم اُطروحة دکتوراه اليَ الجامعة الامريکية في لبنان بعنوانتاريخ التربية عند الامامية بين عصري الامام الصادق والشيخ الطوسي، ترکّزت بحوث عبدالله فياضفي بحث الجوانب الفکرية لتاريخ الشيعة الاثني عشرية. والّف في ذلک عدد من المصنّفات، منهاالاجازات العلمية عند المسلمين، وتاريخ الشيعة في عصر الخلافة العبّاسية، اضافة اليَ عدد منالبحوث المنشورة في المجلاّت.
ونالت کتاباته في هذا المجال استحسان علماء الشيعة واهتمامهم، فتصدّرت بعض کتبه تقديماتلمحمّد باقر الصدر، ومرتضيَ العسکري، ولعلّ علّة ذلک، الموضوعية الّتي انتهجها في بحثه، واعتمادهعليَ مصادر اهل البيت اوّلاً ومقارنتها مع مصادر مخالفيهم بشکل نقدي وعلمي، ممّا ميّزه في احيانعديدة في ادلاء آراء وطروحات جديدة.
وله ايضاً اهتمامات اُخريَ في الکتابة التاريخية، فصنّف في تاريخ البرامکة، وتاريخ الثورة العراقيةالکُبريَ، وتدوين التاريخ عند المسلمين، والتاريخ فکراً ومنهجاً، والحالة الثقافية في الحجاز.
ابرز المراکز العلمية المعنية بالتاريخ.
اوّلاً: تأتي فيمقدّمة المراکز العلمية المعنية بشؤون التاريخ وتدريسه ودراسته اقسام التاريخفيالجامعات العراقية، وهي من حيث القدم والتميّز يأتي قسم التاريخ . جامعة بغداد . کلّية الاداب في المقدّمة؛ لاحتواء هذا القسم عليَ اساتذة جيّدين، امثال «عبدالعزيز الدوري» و«صالح احمدالعلي»، و«حسن ابراهيم حسن»، وعاش هذا القسم تنافساً علمياً مع قسم التاريخ في کلّية التربية.وقد فتح منذ وقت مبکر فيهما الدراسات العليا (الماجستير والدکتوراه)، وکثير الان من رؤساءالاقسام في الجامعات العراقية هم من خريجي هذين القسمين، ويشار اليَ انّ هنالک اکثر من ثمانيةعشر قسماً للتاريخ في مجمل انحاء العراق، ومن المراکز الاُخريَ التخصّصية في دراسة التاريخ هومعهد التاريخ العربي، وهذا يعنيَ فقط بتخريج طلبة الدراسات العليا (الماجستير والدکتوراه)، وفيهاقسام التاريخ الاسلامي، وتحقيق المخطوطات، والتاريخ الحديث والمعاصر. وانتج هذا المعهد مئاتمن الدراسات في هذا الشأن.
ثانياً: المجمع العلمي العراقي:
اهتمّ المجمع العلمي العراقي منذ بدايات تأسيسه بالتاريخ، وکوّن لاجلذلک مکتبة مهمّة من المخطوطات والمطبوعات المعنية بالشأن التاريخي. واُسّست فيه دارللمخطوطات عَنَت بجمع المخطوطات التاريخية وشرائها من داخل العراق وخارجه، والعمل عليَتحقيقها ونشرها بأساليب علمية رصينة، وترکّزت معظم البحوث والدراسات الّتي انتجها المجمع فيالحقبة الاسلامية، ولعلّ تواجد اساتذة مختّصين في هذا المجال اسهم في ذلک، کما عنيَ بالدراساتالخاصّة بتاريخ العراق وترجم ونقل اليَ العربية الدراسات الاستشراقية في هذا الباب، فمن ذلکبلدان الخلافة الشرقية للمستشرق کي لسترنج، ترجمة کورکيس عوّاد، واطراف بغداد، للمستشرقروبرت ماک، ترجمة صالح احمد العلي، الفرات الاوسط للمستشرق الوا موسيل، وغيرها منالدراسات الّتي تنحو هذا المنحيَ.
ثالثاً: دائرة الاثار العراقية:
اهتمّت هذه الدائرة في التنقيب والبحث عن التاريخ العراقي القديم، وهيمشرفة بصورة مباشرة عليَ المتاحف العراقية ومقتنياتها، واقامت العديد من المواسم الاثاريةبالاشتراک مع المستشرقين المهتمّين بتاريخ العراق. وتمکّنت هذه الدائرة بعد ارسالها البعثات اليَخارج العراق من تأسيس اقسام علمية تهتمّ بشؤون الاثار والکشف عنها والمحافظة عليها.
وکان من ابرز العاملين فيها الاُستاذ طه باقر، وسامي سعيد الاحمد، ونائل حنّون. وتمکّنت هذه الدارمن تحقيق مجموعة من الانجازات، المتمثّلة بالاکتشافات الاثرية في مدن بابل وآشور واطرافبغداد والورکاء وغيرها من المواقع. ويحوي مرکزها الرئيس عليَ مکتبة علمية قيّمة باللغة الانکليزيةتخصّ حضارة وتاريخ العالم ومنطقة الشرق القديم.
رابعاً: بيت الحکمة:
بيت الحکمة دائرة تعنيَ بالثقافة والبحوث والدراسات العلمية، وهي مکوّنة مناقسام: (التاريخ . الفلسفة . الاجتماع . الترجمة). وممّا ضاعف دور هذه المؤسّسة ارتباطها بمجلسالوزراء، لذا فقد خصّصت لها امکانيات جيّدة من الدعم. وفيما يخصّ قسم التاريخ فيه، فانّه عنيَبالبحث في مجموعة مواضيع تخصّ التاريخ الاسلامي وتاريخ العراق بفروعه المختلفة، وعقدندوات عالمية في هذا المجال حضرتها شخصيات عالمية، کالندوة الّتي عقدها في مجال الترجمة منواليَ العربية. وتصدر هذه المؤسّسة تقريباً شهرياً مجلّة علمية محکمة مختصّة بالابحاث التاريخية.
خامساً: الجهود الفرديه: ولا يمکن هنا التغافل عن بعض الجهود الفردية الّتي قام بها بعضالاکاديميين والعلماء العراقيين الغير منظوين تحت تشکيل مؤسّساتي معيّن، فانّهم قد انتجوا دراساتمهمّة، امثال الاستاذ عبّاس العزاوي الذي عُرف بموسوعتيه فيالتأليف في اکثر من باب، والاُستاذعبدالرزّاق الحسني الّذي قدّم مشروعاً وثائقياً مهمّاً لا يستطيع الباحث في تاريخ العراق الاستغناءعنه، فقد افاد هذا الباحث من الوثائق الاصلية، بحکم عمله کمقرّر لمجلس الوزراء منذ بداياتتأسيس الدولة العراقية، حتّيَ نهاية العهد الملکي، واستثمر ذلک في مجموعة من الکتب، منها: تاريخالوزارات العراقية وتاريخ العراق السياسي، وثورة العراق الکبريَ، وثورة النجف، فضلاً عن العديدمن الکتب الاُخريَ. کذلک کان لجهود الدکتور علي الوردي اثر ملحوظ في مجال الکتابة التاريخية،وان لم يکن مختصّاً في مجال التاريخ، الاّ انّه وضّف تخصّصه الدقيق (علم الاجتماع) في دراسةالتاريخ الاجتماعي للعراق في موسوعته لمحات من تاريخ العراق الاجتماعي، وطبيعة المجتمعالعراقي، ووعّاظ السلاطين، ومهزلة العقل البشري و منطق ابنخلدون.
ابرز المجلاّت العلمية المهتمّة بالتاريخ.
اوّلاً: مجلّة لغة العرب: وهي مجلّة بدات بالصدور مع بدايات القرن العشرين، برئاسة الاب انستاسالکرملي، وتناولت هذه المجلّة موضوعات کانت حتّيَ ذلک اليوم حکراً عليَ المستشرقين، وضمّتعدداً من البحوث التاريخية، ورکّزت عليَ التعريف بالمخطوطات المتواجدة في العراق واماکنها معاعطاء وصف لها، واهتمّت کذلک بتاريخ النصاريَ في العراق وتواجدهم، واعتمدت عليَ بعضالباحثين المراسلين لها، امثال لويس شيخو، واحمد زکي، وبعض من المستشرقين.
ثانياً: مجلّة سومر: صدرت هذه المجلّة في الاربعينات من القرن العشرين عن دائرة الاثار العراقيةوبقسمين: القسم العربي، والقسم الانکليزي، وقد عنت بشکل مرکّز في متابعة ابرز المکتشفاتالاثرية العراقية وعرضها. ولم تخل من البحوث التاريخية، وکان ابرز من داوم عليَ الکتابة فيها طهباقر ود. سامي سعيد الاحمد، والدکتور جواد علي وصالح احمد العلي.
ثالثاً: مجلّة المجمع العلمي العراقي: بدات هذه المجلّة في الصدور مع بداية تأسيس المجمع العلميالعراقي في الخمسينات من القرن العشرين، وامتازت بترکّز الابحاث التاريخية فيها بشکل فاق بقيةالموضوعات، ولعلّ السبب في ذلک انّ من تصدّيَ لرئاسة المجمع العلمي وشغل الوظائف المهمّة فيههم من المختصّين بالتاريخ، امثال جواد علي، وصالح احمد العلي، وعبدالعزيز الدوري، وکان الترکيزالاکبر لهذه البحوث هو في التاريخ الاسلامي عموماً، و تاريخ العراق في ذات العهد خصوصاً.
رابعاً: مجلّة المورد: صدرت مجلّة المورد عن وزارة الثقافة، وهي معنية بشکل اساس في متابعةالتراث ونشر المخطوطات التراثية والتعريف بها، وتمثّل هذه المجلّة منبعاً مهمّاً لعدد غير قليل منالمخطوطات المُحقَّقة علمياً.
علم التاريخ والايدولوجيا في العراق.
لم يفلت هذا العلم ـ کبقية ما اصاب العراق خلال السنوات الثلاثين الماضية ـ عن التأثّر بالواقعالسلبي الّذي کابده هذا البلد، اذ مُنعت الکتابة في مجال الدراسات التاريخية الخاصّة بمذهب آلالبيت: وحُضرت في السنوات الاخيرة حضراً تامّاً، وروّجت بعض النظريات القومية ذات التفسيرالاحادي للتاريخ، وحاولت صبّ وقولبة عدد ليس بالقليل من الروايات التاريخية في هذا المجال،بل برزت فکرة مشروع اعادة کتابة التاريخ الاسلامي وتاريخ العراق وفق هذه الرؤيا، وانتجت لاجلذلک موسوعة حضارة وتاريخ العراق، والعراق في التاريخ، ومؤلّفات ذات تصوّرات مسبقة صاغتاهدافها قبل الشروع في تنفيذها. لذا ظهرت العديد من بحوثها بشکل يجانب الصواب والدقّة العلمية.وفي هذا المنحيَ ايضاً تأسّست بعض المراکز لتلبي هذا الغرض، مثل مرکز الدراسات الايرانية.
ميول الکتابة التاريخية في الوقت الحاضر.
لم يکن تغيير النظام في العراق حدثاً سياسياً وحسب، وانّما جرّ اليَ مجموعة من التبعات عليَمختلف المستويات، منها مجال الکتابة التاريخية. واذا اُخذ هنا قسم التاريخ في جامعة الکوفةکنموذج للتعبير وتبيان الميول الجديدة، فانّه يظهر اوّلاً انّ العناوين الّتي تمّ اختيارها في مراحلالماجستير والدکتوراه رکّزت بشکلٍ کبير عليَ دراسة تاريخ مذهب آل البيت وعلماء الشيعة،وانجزت في ذلک بعض الرسائل، وما زال البعض الاخر قيد الانجاز فضمن رسائل الماجستير: الامامالرضا ودوره في احداث عصره والمنهج التاريخي للسيّد هبة الدين الشهرستاني، وتاريخ النجفحتّيَ نهاية العصر العبّاسي للباحث محمد جواد فخرالدين، و الشيخ آغا بزرک الطهراني، دراسةالتاريخية و الحائر الحسيني دراسة جغرافيه تاريخيه.
ومن اطاريح الدکتوراه: موقف الائمّة الاثني عشرية من حرکات الغلوّ، والملاحم والفتن واثرها فيالفکر الاسلامي، والمعارضة السياسية خلال العهد الاموي، والمعارضة السياسية خلال العهدالعبّاسي، والامام علي في کتابات المستشرقين، والامام الحسين في الکتابات المصرية و التيارالاصلاحي في النجف حتيَ العام 1948م.
ومن ابرز الاساتذة العاملين الان في مجال الکتابة التاريخية في مدينة النجف الاشرف الدکتور حسنعيسيَ الحکيم (رئيس جامعة الکوفة حالياً) وهو مختصّ بتاريخ التشيّع وتاريخ مدينة النجفالاشرف، وله في هذا المضمار اکثر من بحث ودراسة، فهو في الماجستير درس الشيخ الطوسيدراسة تاريخية وفکرية، ثمّ عمد اليَ کتابة تاريخ موسّع لمدينة النجف الاشرف اسماه المفصّل فيتاريخ النجف بعشرة اجزاء، وهي دراسة علمية رصينة تابع فيها المؤلّف تاريخية هذه المدينة منذالقدم حتّيَ الوقت الحاضر، وله ايضاً دراسات اُخريَ، منها: النجاشي دراسة فکرية تاريخية،والمستشرقون والسيرة النبويّة، وابن الجوزي، ومذاهب الاسلاميين في علم الحديث، ودراساتاُخريَ.
ومن هؤلاء الاساتذة ايضاً الدکتور عبدالجبار ناجي الياسري وهو خريج جامعة لندن في عام 1969تحت اشراف المستشرق الانکليزي برنارد لويس، وکان اهتمامه الاوّل منصبّاً عليَ دراسة تاريخالمدينة الاسلامية، وله في ذلک مصنّف مرجعي هامّ هو المدن الاسلامية، وتاريخ الامارة المزيدية،واسهامات مؤرّخي البصرة في الکتابة التاريخية، وتطوّر کتابة الاستشراق.
وترجم العديد من الدراسات الاستشراقية اليَ العربية، لعلّ اهمّها دراسة المستشرق الدانمارکيالاصل ريدونسن علي ومعاوية وهي دراسة ذات اهمّية متميزة؛ کونها تابعة اُصول الروايات الّتيتناولت هذين الرجلين وقد توصّل فيها هذا المستشرق اليَ نتائج مهمّة عليَ صعيد کيفية تناولالمصنّفات الاسلامية لهما، اذ کشف عن ميولها وتتبّع الجذور الاوليَ لتکوّنها.
وايضاً لهذا الدکتور الان مشروعاً تاريخياً عن نهج البلاغه يعمل علي اعداده.
پربازدید ها بیشتر ...
مکتب درفرایند تکامل: نقد و پاسخ آن
آنچه در ذیل خواهد آمد ابتدا نقد دوست عزیز جناب آقای مهندس طارمی بر کتاب مکتب در فرایند تکامل و سپس پ
کتابشناسی متنبی در ایران
فاطمه اشراقی - سیدمحمدرضا ابنالرسولبه منظور سهولت کار پژوهشگران، کتابشناسیای از تألیفاتی که درباره متنبی این شاعر نامی عرب انجام گرف
منابع مشابه بیشتر ...
ریاض الجنه زنوزی اثری دایرة المعارفی در حوزه فرهنگ و تمدن اسلامی
رسول جعفریاندر زمستان سال 1402 موفق شدیم یک چاپ عکسی از کتاب ریاض الجنه زنوزی که اثری دایره المعرافی در حوزه فره
مرز غلو و اعتدال در عقاید شیعه از دید یک دانشمند عصر صفوی «محمد یوسف بیک»
رسول جعفریاننوشته حاضر، مقدمه این بنده خدا برای کتاب «معرفة الابرار و نور الانوار فی معرفة الائمة الاخیار ع (تأل
نظری یافت نشد.